فصل ومن معاص الأذن الإستماع
﴿فصل ومن معاص الأذن الإستماع﴾ من المكلف ﴿ على كلام قوم } يكرهون اطلاعه عليه بأن علم أنهم ﴿أخفوه عنه﴾ قال تعالى ولاتجسسوا وقال من استمع الى حديث قوم وهم له كارهون صب فى أدنه الانك بالمد وضم النون الرصاص المذاب يوم القيامة وقال ولا تنافسوا ولاتحاسدوا والتجسس بالحا والجيم معناه طلب معرفة الأخبار وقيل بالمهملة أن تتسمعها بنفسك
وبالجيم أن تفحص عنها بغريك وقيل ألأول استماع حديث القوم والثاني البحث عن العورات وعلى كل
ففي الاية والحديث النهى الأكيد عن البحث عن أمور الناس المستورة وتتبع عوراتهم وعن استراق ما يجرى فى دار جاره نعم إن أخبره عدل بأنهم مجتمعون
على معصية كان له الهجوم عليهم بلا استئذان قاله الغزالى أما سماعه بلا قصد فلا يحرم كما يأتي ﴿و﴾ منها الاستماع ﴿إلى﴾
التزمير بنحو ﴿المزمار﴾ بكسر الميم ﴿و﴾ إلى الضرب بنحو ﴿الطنبور﴾ بضم الطاء كصنج بفتح أوله وهو صفر يجعل عليه أوتار
يضرب بها أو قطعتان من صفر تضرب إحداهما بالأخرى ﴿و﴾ كذا فى شيء من ﴿سائر﴾ أي باقى ﴿الأصوات المحرمات﴾ المطربه وغيرها من الأوتار وغيرها لأن اللذة الحاصلةمنها تدعو إلى فساد كرشب خمر ولأنها شعار أهل الفسق كما مر﴾ ومن ذلك ما
تقدم مما هو ﴿كالغيبه والنميمة وسائر الأقوال المحرمة﴾ إذ المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين ولله در من قال وأحسن فى المقال
تحر من الطـــرق أوسـاطهـــــا * وعــد عــن الجـــانب المشتــبه
وسمعك صـن عـن سمـاع القبيح * كصـون اللسـان عـن النطق بـه
فإنـك عنــد استمـــاع القبــيح * شـــــريك لقــائلـه فانتــــــبه
فعلم أنه إنما يحرم الاستماع إلى ذلك بالقصد ﴿بخلاف ما إذا دخل عليه السماع قهرا له﴾ عليه فإنه لايحرم ﴿و﴾ لكن بشرط أن يكون قد ﴿كرهه﴾ بقلبه ﴿و﴾ إذا زال القهر عنه ﴿لزمه الإنكار﴾ لما يحرم منها بيده أو لسانه ﴿إن قدر﴾ عليه بذلك وإلا فيجب عليه الإنكار بقلبه ومفارقة المجلس الذي هو فيه إن كان جالسا فيه وأن يغضب لله تعالى على فاعليه
Komentar